الرسالة 6: إليكِ أمّي

رسائلُ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ 6: إليكِ أمّي من: "عنبرة رقم 12" إليكِ أمّي لا أخفيكِ سرًّا، صارعتُ كثيرًا قبل أن أنصاعَ لقلمي هذا وورقتي هذه، وقبل ذلك صارعتُ رغبتي في الانصياع لرمي هذا الثقل عن كتفَيَّ. صارعْتُ نفسي. صارعتُ الحقيقةَ، تمامًا كما أصارعُكِ بشكلٍ شبهِ يوميّ. ولا أستغربُ ذلك؛ أيْ لا أستغربُ مصارعَتي رغبَتي في رمْيِ الثقلِ عن كتفَيَّ، فقد علّمتِني، تمامًا كما علّموكِ، أنّ النساء يحملْنَ أثقالًا في أرحامهنّ، وفوق ذلك على أكتافِهنّ، ويبقينَ واقفاتٍ دون أن ينبسنَ ببنتِ شفةٍ، ودون أن يملكْنَ حقَّ التأوّهِ حتّى. فالتأوّهُ والعياذُ باللهِ فعلٌ مذمومٌ، قد يأتي مع المتعةِ أحيانًا. والمتعة؟! والعياذُ بالله أيضًا، فعلٌ حقيرٌ قبيحٌ يُحمَدُ إلى حدٍّ بعيدٍ في عقودٍ شُرّعت خِفيةً أو علنًا. المهمّ، لا أريدُ الإطالة. فقد أصيبُكِ بالضجرِ من توافِهِ أمورٍ أشغلُ نفسي بها، أنتِ المصابةُ بالضجرِ منها سلفًا. قابلتُ الرغبةَ بالمعصيةِ. أو فلْأقلْ استعضتُ عن رغبتي بالراحةِ بالمعصيةِ، فالرغباتُ غالبًا ما تصاحبُها المتعةُ، والمتعةُ والعياذُ باللهِ، ولتُكملي أنتِ الباقي. أمّا المعصيةُ -ال...